رحلة مصر



كان حظي جميلاً أن تكون جمهورية مصر العربية هي أولى محطاتي الخارجية وأن تكون القاهرة هي أولى العواصم التي تطأها قدماي ، وأن تكون الإسكندرية هي أول مكان مبيت لي خارج القطر السودان ، هي لحظات طالما اتنظرتها كثيراً واتمنيتها باكراً ، لكن أتت بعد أن جاوزت عشرين عاماً من حياتي متنقلاً ومسافراً داخل وطني السودان ، أتى العام الثاني وعشرين من رحلة عمري يحمل في طياته أولى الرحلات الخارجية بالنسبة لي .
حسن عثمان من داخل طائرة مصر للطيران
في صبيحة السادس عشر من شهر مارس كعادتي اتصفح  ايميلي مبكراً كانت هناك رسالة قادمة من مصر تخبرني أنه تم إختياري للمشاركة في منتدى الإسكندرية للإعلام  والذي سيناقش هذا العام عنوان "الاعلام المجتمعي في الوطن العربي" والذي سيقام في أواخر شهر أبريل القادم ،  غممرتني في هاتيك اللحظات نشوة من الفرح والسعاده وسرعان ما تحولت الي إستعدادت وتجهيز من الناحية الفكرية والمادية .
في نهار يوم الأحد السابع وعشرين من أبريل وعند الساعة الثانية عشر  تحديداً كانت قدماى تطأ طائرة مصر للطيران متجهاً نحو المقعد رقم 27 A  المتجهة نحو القاهرة، وصلنا مطار القاهرة الدولي بعد رحلة استغرقت ساعتان ونصف ونحن في فضاءات السماء ، كان في انتظاري سائق الليموزين الذي سيحملني الي الإسكندرية عبر الطريق الصحراوي الذي يربط القاهرة والإسكندرية، وكانت فرصة لي أن أتأمل القاهرة عابراً بها وليس مقيم ، استوقفتني مباني الجيش المتراصة جنباً الي جنب كحال طابور السير  ومتحف حرب أكتوبر  يقف شمخاً بين هذه المباني.
راودتني عدد من الإسئله في هاتيك اللحظات فسألت نفسي من هم الجيش ومن هم العسكر  ؟ وهل جيش الوطن يمكن أن  يكون خصماً على الوطن في لحظة من اللحظات ؟
وهل الجيش يحمى أم يحكم ؟
حسن عثمان

كان السائق هاشاً مبتسماً ظريفاً كحال الأخوة المصريين وبدأت الأسلئة منه ومني تشكل حال الرحلة (كحال أول لقاء بين أي شخصين)  وكان الإطراء حاضراً بيننا هو قال أن شعب مصر والسودان شعباً وحداً ووطنين وأنكم قاتلتم معنا في أكتوبر  وإننا وأنتم إخوات ، فقلت له أننا لدينا في تراثنا الأدبي قصدية تحمل عنوان أسيا وافريقيا يتغنى بها الرائع عبدالكريم الكابلي ونظم كلمتها الشاعر تاج السر الحسن والتي تقول مصر يا أخت بلادي ياشقيقة يا يا رياضاً عذبة النبت وريقة مصر يا أم جمال أم صابر ملء روحي أنت يا أخت بلادي ، وحديث السياسة كان حاضراً ما بيننا حيث السيسي والإخوان والثورة والتحرير ورابعة والإنتخابات ، وحال السودان وإخوان السودان وسد النهضة، كانت زحمة وسط المدينة حاضره فتوقفت الليموزين بالدقائق الطوال ، كانت فرصة لي لمطالعة ما كتب علي الجدران (وهو ما يدلل حال الثورة) وكذالك لوحات الإعلانات وأسماء المؤسسات وتبادل الحديث مع السائق عبدالرحيم حتي وصالنا الي الطريق السريع (الصحراوي) الذي يربط بين القاهرة الإسكندرية بعد ساعات قضيناها في بين زحمة الطرقات، كانت رحلة ممتعة حتى وصلنا الي فندق  قراند رويال المطل على البحر الأبيض المتوسط.
هذه هي بداية الرحلة ، سأكتب ما تبقي عن مصر الثورة وعن فعاليات المنتدى والمشاركين والتنظيم الراقي وكذلك الإسكندرية ولياليها ، ومالذي استفدته من هذه المشاركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق